
بين أيديكم العدد العشرون من منهجيّات، وهو عدد استثنائيّ بكلّ معنى الكلمة، من حيث عدد المقالات المشاركة فيه، ومواضيعها ورؤاها التي قاربت موضوع الملفّ والمواضيع التربويّة العامّة: ثلاث عشرة مقالة في ملفّ "شراكة المدرسة مع الأهل: أشكال وممارسات وأهداف"، أنهكت الموضوع بحثًا وتأمّلًا وتحليلًا. وتسع مقالات عامّة تشارك المعرفة والخبرات، فتعزّز رسالة منهجيّات في تحوّلها منصّةَ التربويّ العربيّ الجامعة.
بالعودة إلى موضوع الشراكة بين الأهل والمدرسة، طرحت منهجيّات هذا الموضوع لخطورته، والتي يشكّل الاعتقاد السائد بأنّ "العلاقة الطبيعيّة" بين الأهل والمدرسة، تكمن في سؤال الأهل عن أبنائهم وتحصيلهم وسلوكهم، وحضور بعض الاجتماعات مع المعلّمين. في هذا الاعتقاد تنمو إشكاليّتان مقلقتان:
- الأولى تتجسّد في تخلّي الأهل عن حقّهم في مشاركة تخطيط تعلّم أبنائهم، وترك الأمر لإدارات المدارس. وهنا نقع في إشكاليّات نوع المدرسة، وتوجّهها، ومنهجها المُعتمد، وقدراتها، وغير ذلك ممّا يبني شخصيّة المتعلّمين، وربّما يتحكّم في مستقبلهم وسلوكهم اللاحق.
- أمّا الثانية، فتكون في انفصال المدرسة عن محيطها، واختيارها منفردة ما يصل إلى أيديها من توجّهات ومناهج ومقاربات قد لا تكون بالضرورة مرتبطة بالمحيط الاجتماعيّ، ما ينمّي شعور الاغتراب في نفوس المتعلّمين، والذين يطّلعون على عالم مختلف عن بيئاتهم المتنوّعة. أضف إلى ما يشكّل ذلك من هدر لطاقات وتجارب اجتماعيّة يمكن للأهل أن ينقلوها إلى مجموع المتعلّمين، وذلك بورشات عمل ومحاضرات وأنشطة، تربط المتعلّمين بحيواتهم الحقيقيّة لا المتخيّلة، ولا سيّما مع واقع عيش المتعلّمين حيوات افتراضيّة في هواتفهم.
لم يكن الموضوع بسيطًا، وغزارة المشاركة فيه تدلّ على ذلك. لكن، ومع هذه الغزارة، لا نستطيع أن نقول إنّنا حللنا الإشكاليّة؛ من هنا نكتفي بالقول إنّنا نقرع الأبواب وبقوّة، وهذا دأب منهجيّات الدائم.
تكبر منهجيّات عددًا إثر عدد، وهذا يعني مسؤوليّة أكبر تجاه التربويّات والتربويّين العرب، ويعني أيضًا تعاظم مسؤوليّتهم بدورهم؛ فإذا كان اتّفاقنا أنّ التربيّة والتعليم هما الركن الأخطر في تطوير العالم العربيّ، فإنّنا نقوم بدورنا، وننتظر شركاءنا لحمل هذا العبء معنا.
للوصول إلى العدد العشرين من منهجيّات، اضغط هُنا.