مجلة منهجيات الإلكترونية
أطلقت ترشيد مجلة منهجيات في تشرين الاول أكتوبر 2020، وهي مجلة تربوية إلكترونية دورية ذات طبيعة تفاعلية، حيوية، متجددة، مواكِبة. تقوم على إتاحة منصة تربوية تتفاعل فيها الأفكار والمعارف والممارسات والتجارب والمبادرات التربوية الخلاقة، وتسهم في الارتقاء بالتعليم في العالم العربي من خلال حوار نقدي يشجع على التساؤل والخيال والتجريب والابتكار والإبداع.
وتعمل "منهجيات" على استقطاب المساهمات التربوية النوعية في مجال التعليم المدرسي وانشغالاته من الطفولة المبكرة إلى الصف الثاني عشر، وهي موجهة لكل العاملين في القطاع التربوي في السياق المجتمعي. تعمل المجلة على نشر المساهمات العربية والعالمية المثرية والملهمة دوريّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعددة، وتتابع المستجدات في الحقل، وتشجع الحوار الذي يثري التجربة التربوية في العالم العربي، ويجعل منها مصدرًا إنسانيّا ومعرفيّا قيّمًا للأفراد والمؤسسات.
وجاء في كلمة ترشيد في العدد الأول من منهجيات: تأسّست "ترشيد" منشغلة بقطاع التعليم، وهي تساهم منذ سنوات في تطوير هذا القطاع في دولة قطر، ونظرًا لما يعنيه التعليم عربيًّا، كانت الضرورات أكبر والجهود المطلوبة أكبر أيضًا. وبعد بناء مؤسّسات تعليميّة، صارت ذات اسم وسمعة أكاديميّة لافتة، برزت نقاشات غنيّة ولافتة مصاحبة للعمل، بين مدير ومعلّم، بين مشرف ومستشار تربويّ، وبين الطالب والأستاذ، وتطوّرت النقاشات وأخذت صورة حوارات ذات بعد إنسانيّ وفكريّ يستلهم من مكوّنات الوطن العربيّ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ وأدواته اﻟﺘﺜﻘﻴﻔﻴّﺔ. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﺤﻮاريّ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲّ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲّ إلًا ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻮق إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات، وﻣﻌﺮﻓﺔ الآخر، واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة، ﻋﺎﺑﺮة ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺎت واﻷزﻣﺎن. من هنا، بدأت قصّة "منهجيّات"، قصّة التلاقي بين التجربة والتواصل والفكر والتأمّل والفعل، في تجربتنا الواقعيّة في السياق التربويّ المدرسيّ، محمّلةً بشذرات من الأمل والحبّ والثقة.
هذه "منهجيّات" الفكرة، أما التطبيق، فاستقرّت آراء التربويّين والمعلّمين والمتخصّصين أن يكون مجلّةً وموقعًا إلكترونيًّا متخصّصًا، يقدّم محتوًى تربويًّا فكريًّا أصيلًا وحداثيًّا مواكبًا للعصر وتحوّلاته المعرفيّة وأدواته التقنيّة، ويسدّ فراغًا واضحًا في المنطقة العربيّة. كانت نماذج المجلّات التربويّة حول العالم، وما زالت، مصدرًا معرفيًّا رئيسًا للمشتغلين بقطاع التعليم، وظلّ وجودها والرجوع إليها تعبيرًا عن هذا الفراغ عربيًّا، إلّا من مبادرات بسيطة لم يتحقّق لها الاستمرار أو الانتشار المطلوب لتكون مكافئًا للمجلّات التربويّة حول العالم.
اللغة العربيّة هي لغة المجلّة بوصفها وسيلة للتواصل، وفي الوقت نفسه تسهم في نسج الهُويّة العربيّة المعاصرة، وتتفاعل مع الثقافات الإنسانيّة، وتقوم على تضافر الممارسة والفكرة، وتركّز على التفكير الناقد والتعبير الحرّ والبحث والابتكار والأصالة والجديّة والشغف.
شاءت الظروف أن تتبلور الفكرة وترى النور في مرحلة دقيقة عربيًّا وعالميًّا، المدارس فارغة والطلّاب والمعلّمات والمعلّمون والمسؤولون عن العمليّة التعليميّة في بيوتهم، مضطرّون تحت ضغط الوباء إلى ابتكار حلول عمليّة سريعة لاستمرار التعليم. حملت هذه المرحلة قلقًا كبيرًا وتشكيكًا بما عهدناه من آليّات التعليم التي تطوّرت على مدار عقود، وكذلك تحدّياتٍ وفرصًا لتطبيق رؤًى وآليّات جديدةً. وجد الجميع أنفسهم في مواجهة عالم تعليميّ جديد، وانخرطنا جميعًا في النقاش عن التعليم ومستقبله.
صارت منهجيّات ضرورةً لنا، ولمسنا القناعة لدى كلّ من خاطبناه للمساهمة. عقدنا ندوات إلكترونيّة بوصفها نشاطات أولى لمنهجيّات للمساهمة في توسيع دائرة النقاش، ولتلمّس الحاجة بصورة أدقّ. وقد شهدت الندوات حضورًا واسعًا من شتّى الدول العربيّة، ثمّ جاءت المساهمات العديدة بمقالات متخصّصة. وشاركت الهيئة الاستشاريّة للمجلّة في توسيع آفاقها والمساهمين فيها. ووجدنا أنفسنا خلال أشهر قليلة ننجز الأعداد الأولى من المجلّة.
تتطلّع "المجلّة" إلى المساهمة في الارتقاء بالتعليم في الدول العربيّة في سياق تطوير تربويّ شامل. إنّ الغايات والأهداف التي نصبو إليها تبدأ من لَبِنات العمليّة التعليميّة، من المعلّمات والمعلّمين والتربويّات والتربويّين والمنشغلين بهذا القطاع، من قراءة مقالة، من ردّ أو تغذية راجعة وتفاعل، من اقتراح يوسّع هذه المساحة ويزيدها رحابةً، إلى النموّ الذاتيّ والتطوّر المهنيّ وموردًا للموادّ والأدوات والمعارف والتجارب، وإلى التفاعل المعرفيّ بين مجتمع المعلّمات والمعلّمين والتربويّات والتربويّين والمهتمّين بالشأن التربويّ.