الناشر: إصدارات ترشيد التربوية
عدد الصفحات 240 صفحة : الطبعة الأولى
غلاف عادي : لغة عربية
عبور مسارات التفكير النقديّ: منهجيّات العقل والوعي الاجتماعيّ هو الجزء الأوّل من كتاب "عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"، من تأليف: د. وائل كشك، يتبعه ثلاثة أجزاء ستُنشر تِباعًا مُتمّمةً المشروع.
ثمّة أربعة أُسس راسخة مؤسّسة لكتاب "عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"؛ أوّلها وأهمّها أنّ فهم أيّ موضوع أو تخصّص فهمًا عميقًا يتطلّب النظر في تشابكه مع مجالات وتخصّصات أخرى. فالمشكلات والتحدّيات الواقعيّة لا تقتصر على مجال واحد، ومن ثمّ فإنّ تحليلها وحلّها يتطلّبان تكاملًا بين التخصّصات المختلفة؛ إذ لم تعُد التخصّصات المستقلّة التقليديّة في النظام التربويّ كافية لإعداد الأجيال القادمة لتحدّيات القرن الحادي والعشرين. يضاف إلى ذلك أنّه يمكن الاستفادة من معارف كثيرة ضائعة في حال اجتياز الحدود بين التخصّصات المختلفة.
هذا الكتاب بأجزائه الأربعة، يمثّل رحلةً فريدةً في أعماق التجربة الإنسانيّة والمعرفيّة، رحلة تتجاوز حدودَ التعليم التقليديّ لتلامس جوهر الإنسانيّة وتستكشف إمكانات التعلم التكامليّ في سياقاتها. تفتح هذه التجربة نوافذ واسعة على آفاق جديدة في التعليم، وترسم مسارًا لا يخضع لقوالب جامدة أو مسارات محدّدة سلفًا.
التعليم في هذا الكِتاب ليس عمليّةً لنَقْل المعرفة فحسب، بل هو أيضًا فنٌّ يستمدُّ إلهامَه من كلّ شيء: من قصص الناس، ومن مشاهد الطبيعة، ومن النصوص النثريّة والشعريّة، وحتى من الأخطاء التي تصنع التعلُّم. كلّ تجربة في هذه الرحلة بمنزلة نهرٍ متدفّقٍ يَحمل معه آمالًا وطموحاتٍ وأفكارًا، ويلتفُّ ويتشعّب، ليفتح آفاقًا عند كلّ منعطفٍ؛ فما بدا نهايةً كان دومًا بدايةً لطريق آخر مليء بالاكتشاف والمعنى.
يتكامل هذا المشروع بأجزائه الأربعة ليقدّم منهجيّة تعليميّة شاملة تعزّز التفكير النقديّ، والتحليل البصريّ أو التاريخيّ، أو السرديّ. ومن خلال الربط بين هذه الأجزاء، يقدّم رؤية متكاملة تتيح للطلّاب والمعلّمين تطبيق المعارف والمهارات بطرائق متعدّدة ومتنوّعة، ممّا يثري العمليّة التعليميّة ويجعلها أكثر فاعليّة وتفاعلًا مع تحدّيات العصر الحديث.
الجزء الأوّل: عبور مسارات التفكير النقديّ.. منهجيّات العقل والوعي الاجتماعيّ
يضمّ الجزء الأوّل فصلًا تأسيسيًّا تمهيديًّا يهدفُ إلى تقديم إطار شاملٍ يمهّد لفهم محتويات الكِتاب وأجزائه الأربعة على نحو أعمق، ووضع أساس مفاهيميّ للنقاشات والمفاهيم التي سيجري تناولها بطريقةٍ تفصيليّة في الأجزاء اللاحقة. ويَستندُ هذا الفصل إلى مجموعة من الأعمدة المفاهيميّة التي تشكّل ركائز الكتاب الأساسيّة، ومن شأن ذلك أن يُكسب القارئ نظرة شاملة ومنهجيّة في نظرته إلى المواضيع المتنوّعة التي يعالجها هذا الكتاب.
ويقدّم هذا الجزء مزيجًا متوازنًا من النظريّات الأساسيّة والتطبيقات العمليّة عبر ثلاثة أقسام تهدف إلى تعزيز فهْمٍ التفكير الناقد، وفهْم قدرته على إحداث إزاحة حقيقيّة في منهجيّة التفكير. ونستعرض في كلّ قسم مفاهيمَ وأطرًا نظريّة متعلّقة بهذا التفكير تكون مرتبطة بأمثلة تطبيقيّة وتمارين عمليّة؛ حتّى تساعد القرّاء على تطوير مهاراتهم النقديّة. وتتنوّع المواضيع من استكشاف أُسس نظريّة للتفكير الناقد إلى تطبيقاته في التخصّصات الأكاديميّة المختلفة إلى كيفيّة مواجهة الخرافات و"العلوم الزائفة"، وصولًا إلى التعامل مع اضطراب المعلومات في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعيّ.